Tuesday 24 April 2012

برشلونة أمام مفترق طرق وعقبة تشلسي تحدّد وجهته ومصير غوارديولا




سيكون برشلونة الإسباني أمام مفترق طرق، ستحدّد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه تشلسي الإنكليزي غداً الثلاثاء على ملعب "كامب نو" في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويدخل النادي الكاتالوني إلى هذه المواجهة وهو يسعى إلى تعويض خسارته ذهاباً في "ستامفورد بريدج" بهدف سجله العاجي ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه بعد فقدانهم الأمل "منطقياً" في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي بخسارتهم السبت أمام الغريم الأزلي ريال مدريد (1-2) على أرضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط.
وستكون مواجهة الغد بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني؛ لأن تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توّج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل فترة انحدار، خصوصاً إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرّب جوسيب غوارديولا، الذي قاد "بلاوغرانا" إلى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحليّة مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين والكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضاً، أي ما مجموعه 13 لقباً منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008.
مصير غوارديولا
وتشير بعض التقارير إلى أن غوارديولا مرشّح لاستلام الإشراف على تشلسي بالذات، إلا أنه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبراً هذه الأخبار من "نسج الخيال".
وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأوّل لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، الذي أقال المدرّب البرتغالي اندري فياش-بواش وعيّن مساعده الايطالي روبرتو دي ماتيو بديلاً له حتى نهاية الموسم.


لكن إغراءات ابراموفيتش المستعد لكي يمنح غوارديولا راتباً سنوياً قدره حوالي 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير، لم تلق طريقها إلى المدرّب الشاب الذي علّق على هذه الاخبار، قائلاً: "إنها من نسج الخيال، إنها افتراضية. أنا مدرّب برشلونة حاليا وتشلسي يملك مدرّباً جيّداً نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة لتشلسي أو برشلونة أن نتحدّث عن هذه المسألة. لا يوجد الوقت من أجل التحدّث عن الموضوع".
ويمر لاعبو برشلونة والنادي بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم.
ورغم ثقة إدارة النادي الكاتالوني بقدرتها على إقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع "بلاوغرانا"، فإن لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات أثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، ما دفع الصحف إلى التكهّن برحيله.
وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي أدلى بها غوارديولا سابقاً حيث أشار إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفاً: "في الوقت الحالي، لا أدري، احتاج إلى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة".
وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من أجل اقناع "بيبي" بمواصلة المشوار، وأبرز هذه الأصوات من اللاعبين انفسهم، وعلى رأسهم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قال مؤخراً: "نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا". 
ومن المؤكّد أن تخطّي عقبة تشلسي ووصول النادي الكاتالوني إلى المباراة النهائية للمرّة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرّة الخامسة (توّج باللقب أعوام 1992 و2006 و2009 و2011 وخسر أعوام 1961 و1986 و1994)، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه أما الخروج على يد النادي اللندني قد يسهل من عملية الطلاق.
وسيسعى برشلونة منذ البداية إلى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من أجل إطلاق المواجهة مع النادي اللندني من نقطة الصفر، وقد تحدّث لاعب الوسط تشافي هرنانديز عن المباراة قائلاً: "قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (أمام اتلتيك بلباو)، فزنا باللقب (الدوري) ثلاث مرات وما زال بإمكاننا الوصول إلى نهائي دوري الأبطال".
وأكّد تشافي أنه لا يوجد هناك متّسع من الوقت من أجل التحسّر على مباراة السبت أمام ريال مدريد، مضيفاً: "نحن نلعب الآن من أجل فرصة بلوغ نهائي دوري الأبطال، وذلك كاف لكي يؤكد أهمية الأمر. المشجعون يتمتّعون بالذكاء الكافي ليدركوا أن هناك الكثير على المحك في مباراة الثلاثاء ونريد مساندتهم بشدة".
ويطمح برشلونة، الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات الـ15 الأخيرة على الصعيد القاري، إلى أن يصبح أوّل فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الايطالي عامي 1989 و1990، وذلك بعد أن أصبح أوّل فريق يتأهّل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992-1993، لكنه يصطدم بطموح تشلسي الساعي إلى تحقيق ثأره من النادي الكاتالوني الذي أطاح به من نصف نهائي موسم 2008-2009.
وما تزال تلك المواجهة عالقة في الأذهان بعد أن سجّل اندريس اينيسيتا هدفاً قاتلاً (1-1) في 6 ايار/مايو 2009 خلال لقاء الاياب في "ستامفورد بريدج" ليقود فريقه إلى النهائي لأن لقاء الذهاب انتهى حينها بالتعادل السلبي.
ويأمل تشلسي أن يواصل انتفاضته مع مدرّبه المؤقت الايطالي روبرتو دي ماتيو الذي حلّ بدلاً من البرتغالي اندريه فياش بواش، وتحقيق ثأره من مضيّفه من أجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر أمام مواطنه مانشستر يونايتد، على أمل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي ابراموفيتش.
 

No comments:

Post a Comment